توجيه عام التربيه المسرحيه بالشرقيه
Idea
أهلا ً بك زائرنا العزيز , يسرنا إنضمامك لموقعنا موقع توجيه عام التربيه المسرحيه بالشرقيه , من خلال الضغط على كلمة التسجيل , و شكرا ً ,,, إدارة الموقع ,,,,,,
أضغاص أحلام  (نص مسرحى ) 1-9310
Smileهاني صيام Smile

توجيه عام التربيه المسرحيه بالشرقيه
Idea
أهلا ً بك زائرنا العزيز , يسرنا إنضمامك لموقعنا موقع توجيه عام التربيه المسرحيه بالشرقيه , من خلال الضغط على كلمة التسجيل , و شكرا ً ,,, إدارة الموقع ,,,,,,
أضغاص أحلام  (نص مسرحى ) 1-9310
Smileهاني صيام Smile

توجيه عام التربيه المسرحيه بالشرقيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

توجيه عام التربيه المسرحيه بالشرقيه

الموجه العام الأستاذ : السيد محمود عبد الله
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
موقع توجيه عام التربيه المسرحيه بالشرقيه ,,, أخصائي التربيه المسرحيه بمحافظة الشرقيه ,,, تحت إشراف السيد الموجه العام الأستاذ - السيد محمود عبد الله      عهد جديد من العمل الصادق    Smile     Embarassed     Crying or Very sad     Smile                                           


 

 أضغاص أحلام (نص مسرحى )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الموجه العام
السيد الأستاذ. : الموجه العااام , رئيس رابطة المسرحيين بالشرقيه
السيد الأستاذ. : الموجه العااام , رئيس رابطة المسرحيين بالشرقيه
الموجه العام


عدد المساهمات : 52
نقاط : 5632
السٌّمعَة : 19
تاريخ التسجيل : 11/12/2012
العمر : 54
الموقع : https://alsharkya.forumegypt.net

أضغاص أحلام  (نص مسرحى ) Empty
مُساهمةموضوع: أضغاص أحلام (نص مسرحى )   أضغاص أحلام  (نص مسرحى ) I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 29, 2012 7:26 pm

أضغاث أحلام*

بقلم الأديب الكبير: علي أحمد باكثير
المنظر:
حجرة نوم في منزل المستر شرشل
الوقت:
حوالي الساعة الثانية عشرة ليلاً
البنت : (تصيح على سريرها) أدركوني! أدركوني! أمي! أبي!
(ينار المصباح ويدخل الأب والأم مهرولين فزعين)
الأم: ماذا بك يا ماري؟
الأب: ما هذا الصياح يا عزيزتي؟
البنت: أأنت بخير يا أبي؟
الأب: لا شك أنني بخير. ما يجعلك تسألين هذا السؤال؟
البنت: وأين أنا الآن؟
الأم: سؤال عجيب. أنت في غرفة نومك. ماذا أصابك يا بنتي؟
البنت: لقد رأيت رؤيا مفزعة..
الأب: لا ينبغي لمثلك أن تخشى الرؤى والأحلام.
الأم: ماذا رأيت يا عزيزتي؟
البنت: (تمسح العرق عن جبينها وتتنهد) إنها رؤيا فظيعة.
الأب: بنت الدماغ العابث اللاهي تجيء بها أباطيل الخيال كما يقول شكسبير.
البنت: كلا يا أبي.. لقد رأيت صرعى هيروشيما وهم يتعلقون بك كل منهم يريد أن ينتقم منك!
الأم: أعوذ بالله...
الأب: (يضحك) هيروشيما! ماذا أوصلك إلى ذلك البلد البعيد؟
لقد صدق شكسبير إذ يقول عن الحلم: أرق من صافي الهواء، وأشد ذبذبة من الريح التي بينا ثراها في الشمال تداعب الثلج الجميل إذا بها ترتد مغضبة فتلثم في الجنوب فرائد الطل النثير!
البنت: لن أنام وحدي، إني خائفة.
الأب: أتخيفك هذه الخيالات وأنت بنت ونستون شرشل؟
البنت: بل أخافها لأني ابنته.. لو رأيت يا أبي تلك الصور المشوهة كما رأيتها لامتلأ قلبك رعباً. لقد رأيت كل واحد منهم يوقع بك مثل ما أصابه من جراء القنبلة الذرية فهذا يشوه وجهك تشويهاً فظيعاً، وهذا يسلخ جلدك كما تسلخ البقرة، وآخر يحفر في عينيك.. آه يا للفظاعة! (تغطي وجهها وتنتحب).
الأم: "تضمها إلى صدرها وتواسيها" لا بأس عليك يا عزيزتي.
الأب: "يضحك" أي بأس في هذا؟ أتريدين أن تزيديها خوفاً؟ استمري يا ماري في قص رؤياك العجيبة ثم ماذا حدث؟
البنت: ثم ماذا؟ ثم أخذوا يطاردونني بوجوههم المشوهة من رجال ونساء وأطفال حتى وقعت بين ذراعي رجل مشوه يقطر فمه صديداً..
الأم: حسبك يا ماري.. حسبك
الأب: "يضحك" ثم ماذا؟
البنت: ثم انتبهت.
الأب: فلم تري شيئاً وإذا أنت في غرفة نومك وإذا والدك بين يديك لم يشوه وجهه، ولا سلخ جلده، ولا حفرت عينه "يقهقه قهقهة عالية".
الأم: أهذا وقت القهقهة يا ونستون ألا ترى إلى ضمير ابنتك كيف يؤنبها ويحاسبها حساباً عسيراً بهذه الكوابيس الفظيعة.
الأب: أتؤمنين بالضمير يا عزيزتي؟ أما تعلمين أنه خرافة؟
الأم: تذكَّرْ أن المسيحية تعترف به.
الأب: فليكن ذلك، ولكن روح أوروبا القوية لا تعترف به. سأبين لك الآن سبب هذا الحلم "يفتش في الكتب الموضوعة على المنضدة بقرب السرير فيرفع من بينها كتاباً جديداً عن هيروشيما" هذا هو السر.. هذا هو الضمير الذي تؤمنين به. إن هو إلا كتاب ألفه كاتب أمريكي ليطرف جمهور القراء بحكايات غريبة تدر عليه الربح الوفير.. فإذا أجرينا عملية حسابية بسيطة نجد أن الضمير يساوي زهاء ثلاثمئة ألف دولار دخلت جيب الكاتب الأمريكي!
الأم: يالي منك. إن أراك هذه لتخيفني.
الأب: ذنبك أنك مؤمنة بخرافة الضمير، ولو كفرت بها لاسترحت مثلي.
البنت: لا، لا تقل هذا يا أبي!
الأم: إننا إنما نخشى عليك..
الأب: ولكني لا أخشى شيئاً. هه ماذا كان يكون مصير الإمبراطورية لو كنت أخشى هذه المنامات، وأومن بهذه الخرافات؟ أفلو جاءني هتلر في المنام وهو مشوه الوجه ومعه مجرمو الحرب المشنوقون وجعلوا يخوفونني أصيح مثل ماري وأبكي وأندم على ما بنيت لإمبراطوريتي من مجد وعظمة؟ إنها إذن لسخافة كبيرة!. اطردي عن نفسك هذه الوساوس يا بنيتي وعودي إلى فراشك.
البنت: كلا لا أنام الليلة وحدي أبداً.
الأم: اطمئني يا ماري.. سأنام معك.
الأب: لكن...
الأم: نم وحدك الليلة. أخائف أنت؟
الأب: (يضحك) ما بقي إلا أن أخاف أنا أيضاً من هذه الأوهام!.
- 2 -
المستر شرشل راقد على فراشه
(يهب من نومه مذعوراً) أهذا هو الضمير؟ لعن الله الضمير!
(يتناول أنبوبة اسبيرين فيبلع قرصين منه) هذا الاسبيرين الألماني قوي المفعول لأن فيه سر الروح الأوروبية المبدعة. إن ألمانيا لأمة عظيمة.. إنها.. ولكنها (يضع رأسه على الوسادة).. لا تزعجني يا هتلر بأحلامك.. إنني لا أومن بهذه الخرافات!. (ينام).
- 3 -
يرى شرشل في منامه كأنه وضع في زنزانة، وبينما هو يفكر بما صار إليه حاله من الذل والشقاء إذا بوحش مخيف يظهر له.. فلما تأمله إذا به وجه هتلر!
هتلر: قل التحية الرسمية يا هذا، وإلا مزقتك إرباً إرباً..
شرشل: بحقك لا تفعل.. ماذا تريدني أن أقول؟
هتلر: قل.. هيل هتلر!.
شرشل: ولكن هذه..
هتلر: قلها وإلا..
شرشل: هيل هتلر.. هيل هتلر!
هتلر: من ذا يعصمك مني الآن؟
شرشل: يعصمني منك تقديري لك وإعجابي بك.
هتلر: دعك من هذا يا منافق.
شرشل: إنني واثق أنك جئت لتنقذني من هذه الزنزانة.
هتلر: في وسعي أن أنقذك من هذه الزنزانة بإنشاب مخالبي هذه في عنقك، ولكن أريد أن أشهد محاكمتك.
شرشل: علام يحاكمونني؟
هتلر: سل صديقك ستالين فعنده الجواب.
شرشل: ستالين! ما شأن ستالين بهذا؟
هتلر: أنسيت الكلمة التي رمى بها في وجهك؟
شرشل: أهي كلمته التي ساقتني إلى هذه الزنزانة؟
هتلر: بالطبع. إن كلمته الآن لا ترد. إنه صاحب الموقف اليوم.
شرشل: كلا هذا لا يكون. سأريه أني حي بعد.
هتلر: ماذا صنعت حين صفعك بتلك المدوية التي لم يقل في حياته أصدق منها؟ فهل رددت عليه بغير التملق والإطراء؟
شرشل: ولكني قد بدأت أؤلب الدول عليه. لقد دعوت إلى الاتحاد السكسوني لأقيم سداً دون مطامعه، ولأخنقه في حدود بلاده. أتدري ما دفعني إلى ذلك؟
هتلر: هيه!
شرشل: ندمي ورغبتي في التكفير عما ألحقته ألمانيا. لا تنس أننا وإياكم من أرومة واحدة، فلو كانت ألمانيا اليوم قائمة...
هتلر: إن ألمانيا لم تمت. إن ألمانيا ستقوم!
شرشل: معذرة.. ما قلت إنها ماتت. إنني أومن بأنها ستقوم، وهذا يسرني جداً، وعندئذ سنضمها إلى اتحادنا.
هتلر: ماذا تقول؟ إن ألمانيا لا تضم إلى أحد!
شرشل: عفواً.. أردت أن أقول: ستضم اتحادنا السكسوني إليها.
هتلر: إنك مراء متملق.
شرشل: أحلف لك بالـ..
هتلر: دعني من هذا. إنني لا أعتقد في هذه الأيمان.
شرشل: ولا أنا.. دعني أحلف لك بشرفي.
هتلر: (يقهقه ساخراً) شرفك! متى ولد هذا الطفل الجديد؟
شرشل: (يصطنع الضحك) حقا إنك لظريف.
هتلر: ظريف! أتسخر مني يا لكع؟
شرشل: معاذ ا لله.. أردت أن أقول أنك تجيد النكتة.
هتلر: ماذا تعني ويلك؟
شرشل: أعني أنك بارع في إضحاك ا لآخرين.
هتلر: ويلك.. سأريك الآن أنني بارع في إبكائك (يقترب منه لينشب أظفاره في عنقه).
شرشل: (مشيحاً بوجهه) لا لا تفعل.. بحق الرايخ الثالث لا تفعل إن سرك أن تراني باكياً فسأبكي الآن أمامك. انظر.. هاهي ذي دموعي!
هتلر: دموع التماسيح!
شرشل: كلا هذه دموع حقيقية هذه دموع صادقة.. كتلك الدموع التي سكبتها يوم سقوط سنغافورة.
هتلر: (يصر بأسنانه) تلك دموع شفت غليلي!
شرشل: فليشتف غليلك بهذه الدموع أيضاً.. إنها كتلك الدموع تماماً.
هتلر: ولكنك ضحكت بعدها في ذلك اليوم الذي تسمونه يوم النصر .
شرشل: لن أضحك بعد اليوم إلا حين تقوم ألمانيا وتنضم إلى اتحادنا.
هتلر: ينهره ما تقول؟
شرشل: عفواً.. وننضم نحن إليها. لقد نسيت أن أخبرك أنني قمت بمسعى آخر في هذا السبيل.
هتلر: أي شيء تعني؟
شرشل: لقد دعوت إلى مشروع عظيم.. إلى إنشاء الولايات الأوروبية المتحدة لتظل أوربا محتفظة بسيطرتها العالمية. إن الشعوب الملونة بدأت تمني أنفسها بالتحرر من سلطاننا. وهذه موسكو البولشفية تشجعها على ذلك لتضعها تحت نيرها هي. لاشك أن هذا المشروع سيسرك.
هتلر: بعد انهيار دولتي لا يهمني شيء في الدنيا إلا أن أرى دولتك تنهار:
شرشل: لماذا يا أدولف؟
هتلر: (مغضباً) من خولك أن تخاطبني هكذا؟
شرشل: إنني أصبحت صديقك..
هتلر: إلزم حدك: لن تنال هذا الشرف أبداً.
شرشل: حتماً يا مستشار الرايخ إن كان يسرك أن ترى دولتي تنهار، فإني يسرني أن أرى ألمانيا العظمى تقوم، ومن أساس قيامها في رأيي أن تقوم بريطانيا بجانبها.
هتلر: ما دنوتَ إلى هذا المشروع الجديد إلا حين أخفق مشروعك الأول، إذا رد عليك الشعب الأمريكي رداً قبيحاً، ورمى باقتراحك في وجهك. إنه لأحصف من أن يرتضي عودة السرطان إليه بعد ما قطعه عن جسمه في حرب الاستقلال.
شرشل: ولكني لا أشك أن هذا الاقتراح سينجح يوما ويتحقق.
هتلر: ذاك حين يصبح الشعب الأمريكي سرطاناً مثل شعبك.
شرشل: إلى المشروع الثاني حيث تتبوّأ ألمانيا مركز الزعامة في أوربا فتنكمش أوربا البولشفية في جحرها إلى الأبد ألا يسرك أن تذل روسيا؟
هتلر: ستنهض ألمانيا من جديد وتنتقم من روسيا وأوربا، ولكن لن يكون في هذا الانتقام ما يسر بريطانيا.
شرشل: ماذا؟ إن بريطانيا ليسرها ذلك.
هتلر: ألم تفهم كلامي يا غبي؟ إن بريطانيا لن تشهد ذاك الانتقام، فستطوى قبل ذلك في كفن التاريخ!
شرشل: لست أفهم لماذا لا تتعاون بريطانيا وألمانيا وهما من أصل واحد؟
هتلر: كان حرياً بك أن تسأل نفسك هذا السؤال عندما حشدت الشعوب علي.
شرشل: ما كان بودي ولا كان في وسعي أن أصنع ذلك لولا معاداتك لليهود وتعرضك لنقمة تلك القوة العالمية الرهيبة. فلو هادنتها لما استطاعت قوة أن تقف أمامك.
هتلر: قد يكون هذا صحيحاً. ولكني كنت أكون عبداً مثلك أنفذ رغبات تلك القوة الجهنمية التي أردت القضاء عليها وتخليص البشرية من شرورها وآثامها.
شرشل: فهل نجحت فيما أردت؟
هتلر: أتعيرني بإخفاقي يا عبد اليهود؟ لأنتقمن منك ومنهم في شخصك!
(يريد أن ينقض عليه)
شرشل: (يصيح): أغيثوني أغيثوني!
(يأتي الزبانية ويتلاشى شبح هتلر)
أحدهم: انظروا إلى رجل الإمبراطورية هذا كيف يصيح كالأطفال! تجلد يا عجوز السوء ولا تجلل الإمبراطورية بالعار.
شرشل: إلى أين تسوقونني ويلكم؟
أحدهم: إلى حيث تحاسب حساباً عسيراً.
شرشل: إلى محكمة نورمبرج؟
أحدهم: إلى أعدل من محكمة نورمبرج!
- 4 -
يرى شرشل نفسه في قفص الاتهام في محكمة دولية عظيمة مكتظة بالحضور وقد جلس القضاة في مقاعدهم وإذا بالمدعي العام الدولي يقوم، وإذا هو جورج برناردشو.
برناردشو: يا حضرات القضاة إن الدول المتحدة تنفق الملايين وتبذل الجهود لتمنع قيام الحرب في هذا العصر الذري الرهيب وكان في وسعها أن تختصر الطريق إلى السلام بإجراء بسيط جداً هو شنق هذا الواقف في قفص الاتهام.
شرشل: دعوني أدافع عن نفسي.
رئيس الجلسة: دافع عن نفسك.
شرشل: أبعدوا هذا الوحش عني أولاً.
رئيس الجلسة: أي وحش؟
شرشل: هذا الشبح.. شبح هتلر. إنه يهددني بانشاب أظافره في حلقي إن أنا دافعت عن نفسي.
برناردشو: (ضاحكاً) يظهر أن الشيخ يتصنع الجنون ليتخلص من الحكم (يجلس).
(ينهض المدعي العام الإنجليزي)
المدعي الإنجليزي: أيها السادة، اسمحوا لي بالنيابة عن دولتي أن أضيف إلى التهمة العامة السابقة تهمة أخرى خاصة هي تهمة الخيانة العظمى لبريطانيا فقد جاهر هذا الرجل غير مرة بأنه صهيوني، والصهيونية: كما تعلمون: حركة سياسية ترمي إلى إنشاء دولة قد تعادي بريطانيا يوماً من الأيام، بل هي اليوم معادية لبريطانيا بالرغم من جميل بريطانيا إليها: فمجاهرة هذا الرجل بأنه صهيوني في هذا الظرف الدقيق الذي تجتازه بريطانيا في علاج للمشكلة الفلسطينية تدل دلالة قاطعة على أن المتهم لا يهمه مصلحة دولته بمقدار ما يهمه مصلحة الصهيونية. وكلنا يذكر أنه لما اغتيل اللورد موين بأيدي الإرهابيين اليهود وقام هذا الرجل يؤبنه تجلى في خطبته حزنه الشديد على القضية الصهيونية أن تتأثر بهذه الفعلة أكثر من حزنه لمصرع ذلك الرجل العظيم. وهاهم الصهيونيون يهددون بمد إرهابهم إلى لندن نفسها ولم يرتفع لصاحبهم هذا صوت كما لم يرتفع له صوت في التأسف لما ذهب ويذهب من أرواح الضحايا البريطانيين في فلسطين، بل إنه ليتشفى بذلك. أيها السادة إن هذا الرجل في الواقع هو الذي أثار نفوس الشعوب وملأها حقداً على بريطانيا بتصريحاته المثيرة. وعقليته الاستعمارية العميقة، ووقوفه في سبيل تطور السياسة البريطانية تجاه الشعوب التي تحتاج بريطانيا إلى التعاون معها لحفظ كيانها الدولي. لهذا كله أطالب بتوقيع عقوبة الخيانة العظمى على هذا المتهم.
شرشل: أبعدوا هذا الوحش عني لأدافع عن نفسي.
برناردشو: إذا أبعدوك فقد أبعدوا الوحش عنك!
(يتعالى الضحك)
(وبعد المداولة ينطق رئيس الجلسة بالحكم)
شرشل: (يرتعد ويصيح) كيف تحكمون علي بالشنق قبل أن أدافع عن نفسي؟ أبعدوا هذا الوحش عني! أبعدوه! أبعدوه!
(يتعالى الضحك هنيهة ثم ينقطع فجأة، إذ ظهر من سقف القاعة شبح نوراني يهبط رويداً رويداً حتى يقف قريباً من المنصة).
أحد القسس: (ينهض وينادي) هذا السيد المسيح! قوموا لسيدكم المسيح!
(ينهض الحضور جميعاً ويقفون صامتين كأنما على رؤوسهم الطير).
الشبح: (بصوت هادئ رزين) المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة اجلسوا بارك الله فيكم! (يجلسون).
شرشل: (يصيح مشيراً إلى الشبح) هذا مفتي فلسطين! هذا الذي يستحق الشنق لا أنا!
الحاضرون: (يصيحون في وجهه) اسكت! ويلك! هذا السيد المسيح.
شرشل: (صائحاً بأعلى صوته) كلا، أليست لكم عيون تبصر؟ انظروا إلى وجهه. هذا مفتي فلسطين. هذا عدو اليهود وعدو بريطانيا اللدود!
الشبح: (يتهيأ للكلام فيسكت الجميع) أجل يا يهود أنا حامي فلسطين. ما عاديت اليهود، وإنما اليهود هم الذين عادوني لأني أحمي فلسطين. وما عاديت بريطانيا وإنما هي التي عادتني لأني نصرت شعبي شعب فلسطين.
شرشل: (يصيح) استمعوا إلى مقاله.. أليس هذا كلام المفتي؟ ويلكم! كيف خيل إليكم أنه المسيح؟ انظروا إلى وجهه.. قارنوا بينه وبين الصور التي وزعتموها على المراكز في مختلف البلاد للبحث عنه والقبض عليه. أعمي أنتم؟! (يسود القاعة صمت عميق وينظر الحضور بعضهم إلى بعض).
الشبح: لقد صدق يهوذا.. إنه يعرفني جيداً! إن مفتي فلسطين هو أحد أبنائي البررة، وقد قضى زهرة شبابه في الجهاد لحماية وطني الأرض المقدسة من الدنس الصهيوني. ولهذا ظهرت لكم في صورته تكريماً له.
(يلتفت إلى قفص الاتهام) أما آن لك يا يهوذا أن تكفر عن خطيئتك وتؤمن بي؟
شرشل: كلا.
لا أؤمن بك..
أنت عدونا الأكبر!
أنت عدو اليهود!
رئيس الجلسة: لم يعد الشنق كافياً في عقاب هذا الرجل. إنه تطاول على مقام السيد المسيح.
أصوات: اشنقوه ثم اصلبوه! ضعوه في قفص وطوفوا به في العالم ليتفرج عليه الناس! احشوا به صاروخاً نارياً!
الشبح: (يرفع ذراعيه فيسكت الجميع) كلا أيها الناس، لا تفعلوا شيئاً من هذا. أطلقوا سراح هذا المذنب لعله يكفر بالذهب يوماً ويؤمن بالله.
إن خير عقاب لمثله أن يترك حياً لعله يحس يوماً بتأنيب الضمير.
- 5 -
(يهب شرشل من نومه فزعاً وهو يتصبب عرقاً فيدق الجرس وينير المصباح ويجيل بصره في أنحاء الحجرة: تدخل زوجته)
الزوجة: ماذا بك يا عزيزي؟
شرشل: لا شيء يا عزيزتي.. لا شيء اسقيني ماء. (تخرج الزوجة).
هو (يمسح العرق عن جبينه) أضغاث أحلام.. لقد دعاني يهوذا، كلا لست يهوذا.. أنا ونستون شرشل. أنا رجل الإمبراطورية الخالد.. أنا صهيوني!
(تعود زوجته وتسقيه الماء)
هي: ماذا بك يا ونستون؟ إني أراك ترتجف.
هو: كلا لا شيء وإنما أحسست بعطش شديد (يشرب الماء) شكراً يا عزيزتي.
هي: ولكن وجهك مصفر.. أتشكو شيئاً؟
هو: لا يا عزيزتي.. لا شيء عودي إلى فراشك فنامي.. آسف لإزعاجك.
هي: وأنت ألا تنام؟
هو: إنني أشعر برغبة في الكتابة.. سأكتب في مذكراتي. اذهبي فنامي أنت (تخرج) (ينظر في ساعته) مازال الليل طويلاً.. كيف لي بالنوم الآن.. إنني أخشى النوم. ويلك يا يهوذا.. لا لا.. ويلك يا ونستون.. أهذا ما يسمونه عذاب الضمير؟ أخشى أن يصدق ما يقولون. كلا لا بد لي أن أبحث عن سر هذا الكابوس المزعج.
(يقلب الأوراق في مكتبه ثم يستخرج جريدة يومية فينظر فيها ويبتسم) هأنذا اكتشف السر.. هذه مقالة برناردشو عن مجرمي الحرب الألمان الذين شنقوا أخيراً.. ويل لهذا الكاتب الارلندي اللعين! حقاً إن ارلندا لا يأتينا منها خير أبداً. (يرجع إلى سريره لينام) لا وجود للضمير.. إنه صدى هذه المقالة اللعينة.
"ستار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أضغاص أحلام (نص مسرحى )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عمر واليتامى (نص مسرحى )
» عمرو بن العاص (نص مسرحى )
» الاسير الكريم (نص مسرحى )
» عمر بن عبد العزيز على فراش الموت (نص مسرحى )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
توجيه عام التربيه المسرحيه بالشرقيه :: أرشيف فيديو التربيه المسرحيه .-
انتقل الى: